الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية من هو «جون» جلاد أمن الدولة المتهم في أحداث الاعتداء على الاتحاد العام التونسي للشغل؟

نشر في  21 جانفي 2015  (11:11)

رغم مرور أكثر من عامين على حادثة الاعتداء على الاتحاد العام التونسي للشغل، فانه لم يقع الى حدّ هذه اللحظة الكشف أو معاقبة أو حتى اجراء التتبع الجزائي للأشخاص الذين ثبت تورطهم في أعمال العنف التي جدت أمام مقر المنظمة الشغيلة بساحة محمد علي في 4 ديسمبر 2012 يوم الاحتفال بالذكرى الستين لاغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد..
وللتذكير نشير في أخبار الجمهورية الى أن الاتحاد العام التونسي للشغل تعرض يوم الثلاثاء 4 ديسمبر 2012 الى اعتداء خطير قيادة ومقرا ومناضلين من قبل ما يسمى برابطات «حماية الثورة»، وتمثـّل في الهجوم على المقر المركزي للاتحاد بالحجارة والعصيّ وعلب الغاز المشل للحركة والأسلحة البيضاء.. فضلا عن الاعتداء الجسدي على بعض أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد والعديد من المناضلين النقابيين عندما كانوا بصدد التجمّع ببطحاء محمـد علي سويعات قبل انطلاق المسيرة السنوية التي ينظمها الاتحاد احياء لذكرى استشهاد فرحات حشاد.
و قد تواصل الاعتداء أمام ضريح الشهيد على النقابيين وقيادة الاتحاد برمي المقذوفات على المسيرة.
جديد هذا الملف طفى مؤخرا على السطح، حيث تم تداول اسم جديد مورّط في تلك الأحداث ولعله يكون المفتاح لفكّ رموز هذه القضية، «جون» أو جلاد أمن الدولة هكذا يلقبونه حيث أكدت اطراف نقابية أمنية لأخبار الجمهورية أن هذا الشخص هو صاحب الهراوة التي أشبعت ضربا رؤوس النقابيين في حادثة الاتّحاد العام التونسي للشغل. وقصد تسليط الضوء مجددا على هذا الملف، سنحاول خلال هذه الورقة التذكير بأبرز نقاط وتفاصيل حادثة الاعتداء على المنظمة الشغيلة والبحث عن «جلاد أمن الدولة «جون».

لجنة حمودة بن سلامة تدين الطرفين

بالعودة الى تفاصيل الحادثة المذكورة أعلاه، نذكّر بأن النتائج الأوّلية للطرف الحكومي أشارت، في تقريرها حول أحداث العنف التي جدّت يوم 4 ديسمبر من أمام اتحاد الشغل بساحة محمد علي، إلى أنّه لا يمكن الجزم أّنّ رابطة حماية الثورة تتحمل وحدها مسؤولية تلك الأحداث وأنّ عناصرها كانوا يخضعون لفترة تجريبية قبل حصولهم على الصفة القانونية. كما أشارت النتائج ذاتها إلى وجود عناصر من لجنة التنظيم في الاتحاد العام التونسي للشغل في صور الأحداث ومقاطع الفيديو وهي تحمل هراوات وتلقي بالقوارير من مقر المنظمة النقابية. وكانت اللجنة المختصة في التحقيق في الاعتداء على مقر الاتحاد العام التونسي للشغل أكدت في تقريرها الختامي ثبوت تورّط رابطات حماية الثورة بالاعتداء على النقابيين ومقر الاتحاد وذلك حسب ما أثبتته الأشرطة المسجلة والهويات التي تحصلت عليها اللجنة استنادا الى أقوال الشهود وإجراء تقاطع بين المشاهد التي يظهر فيها الأشخاص المعتدون وتبيّن من خلال تقريري وزارة الداخلية وجلسات المشاهدة لتسجيلات الوزارة والقنوات التلفزية وكاميرا الاتحاد... وجود عناصر منتمية لرابطات حماية الثورة في كلّ من مقر الاتحاد وساحة القصبة حيث تم الاعتداء على ضريح فرحات حشاد.

ردّ الاتحاد على التشكيكات

وكرّد على تقرير لجنة التقصي أكّد الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري أنّ النتائج الأولية للطرف الحكومي حول التقصّي في أحداث الاعتداء على المركزية النقابية يوم 4 ديسمبر الماضي هي شهادة زور أرادت بها بعض الأطراف تبرير ساحة رابطات حماية الثورة. كما اعتبر الطاهري هذا التقرير نهاية غير مشرّفة لمسيرة رئيس اللجنة حمودة بن سلامة وفق قوله كما استغرب الناطق الرسمي باسم اتحاد الشغل تغاضي الطرف الحكومي عن ذكر الطريقة التي تمّ من خلالها سحل أحد المنتمين للاتحاد والاعتداء الذي تعرّض له العديد ممّن أغلقت عليهم الأبواب ووقعوا في قبضة المعتدين على حدّ قوله من جهته قال حسين العباسي الأمين العام للاتحاد ان اعتداء 4 ديسمبر ليس عملية معزولة بل هو تسلسل لأحـداث عنف كانت قد حصلت قبل ذلك منها رمي الفضلات على مقر الاتحاد وحرق بعض مقراته في الجهات وصولا إلى الاعتداء على النقابيين.

من هو «جون»؟

«جون « هكذا يلقبونه ونحتفظ باسمه الحقيقي، كان يشتغل قبل الثورة في جهاز أمن الدولة الذي وقع حلّه، وكان مسؤولا عن تعذيب المساجين وخاصة المتهمين «بالانتماء» وكانت له طرقه الخاصة في التحقيق باعتماد أساليب التعذيب المختلفة وفق تأكيدات مصادر موثوقة لأخبار الجمهورية، وتمّ بعد الثورة تعيينه في أمن الطائرات بمطار تونس قرطاج وذلك بعد تدخل قريبه الموقوف حاليا عبد الكريم العبيدي والمتهم بالتوّرط في قضية إغتيال الشهيد محمد البراهمي. وللتذكير فان عبد الكريم العبيدي المورّط في ما يسمى «بجهاز الأمن الموازي» هو بدوره أحد أقرباء قيادي بحركة النهضة، وتم تعيينه في أمن المطارات عهد علي العريض.. و«جون» هو الذراع اليمنى للعبيدي صحبة مجموعة أخرى والذي كان ينفذ كل أوامره، حسب مصادرنا بطبيعة الحال. وحسب المعلومات التي أفادتنا بها مصادر أمنية مطلعة، فان «جون» اضافة الى تورّطه في أحداث الاعتداء على مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، هو أيضا مسؤول ومتورّط في أحداث العنف 9 أفريل. فهل سيتم فتح التحقيق مجددا في حادثة الاعتداء على الاتحاد العام التونسي للشغل للكشف عن المورّطين ومحاسبتهم خاصة بعد ظهور أسماء ومعطيات جديدة ؟

سناء الماجري